اليوم الوطني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يوم الوطن
خالد الشريدة

ذكرى اليوم الوطني تعتبر استعادة تاريخية مستحقة للأجيال وتجديد العهود للقيادة والإسهام معها في بناء الوطن، ومدلولاتها عميقة في الوجدان الوطني بحيث ترتقي بالروح الوطنية وتجعل جذوتها مشتعلة في أنفسنا لتحرّضنا على مزيد من العطاء والوفاء، وبذلك فإن الذكرى مناسبة وحدث عظيم؛ لأنها محطة تجدد الدماء في شرايين التنمية وإعادة إنتاج مفاهيم متطورة لخدمة الوطن تواكب الحاضر وتتطلع إلى المستقبل بأفق جديد وعقول مفتوحة وقلوب ناصعة البياض لاستيعاب مجد بلادنا وكتابة اسمها بأحرف من نور في يوميات البناء والنماء.
ليس اليوم الوطني مناسبة للتنزه أو مجرد رفع الأعلام في الشوارع والطرقات والسياحة في المنتجعات والشواطئ، إنه أعمق بكثير من ذلك، من حقنا أن نفرح ولكن دون عشوائية تزهق جمال هذا اليوم وتضيع تذكاره في أنفسنا، فذلك حدث في مناسبات سابقة حين مارس بعض الشباب طقوساً فوضوية في التعبير عن فرحهم وسعادتهم بهذا اليوم، وسكبوا قيمته في بئر الجهل، ليس على هذا النحو أبدا نفرح أو نسعد بيومنا الوطني الذي يفترض أن يضيء بكل الجمال والعبقرية التي ينبض بها تاريخنا الذي بناه الأجداد مع المؤسس وتركوا لنا وطنا غاليا نفخر ونعتز به.
نحو قرن من الزمن ونحن نعيش بسلام وأمن في أحضان وطن لا يزال يتدفق خيرا وعطاء ويكبر مع الأيام ليضعنا في مرتبة تاريخية وحضارية متقدمة لا ينبغي أن ننتقص منها بفرح مجنون لا يليق بنا ويعكس صورة همجية لشكل الفرح لدينا، فنحن نفرح لأننا نستحق أن نفرح بتراثنا وعراقتنا وحضارتنا وبطولات قيادتنا وأجدادنا وماضينا المجيد الذي صنع وطناً عالياً يرفعنا معه ونرتفع به بين الأمم، ذلك ما يجب استعادته ذلك اليوم لأنه يوم فخر بالماضي والحاضر واستشراف مستقبل تحت لواء قيادة بحجم وطن يلامس هام السحب مجداً وعزة وتنمية ورخاء.